نظمت كليات التقنية العليا فعاليات "منتدى الاستدامة" تحت عنوان " دور الشباب لغد أفضل"، والذي يسلط الضوء على الدور الذي يجب أن يلعبه الشباب اليوم لتأكيد وإبراز جهود دولة الامارات في مواجهة تحديات التغير المناخي ، مع التركيز على التوعية والتوجيه للشباب في مجال الاستدامة وتمكينهم من مهارات المستقبل لحفزهم على الإبداع والابتكار.

وأكد سعادة الدكتور فيصل العيان مدير مجمع كليات التقنية العليا خلال حضوره فعاليات المنتدى،  أن دولة الامارات تستعد اليوم لاستضافة مؤتمر الأطراف كوب28 بشأن تغير المناخ،والذي يمثل حدثا عالميا هاما، وفي الطريق نحو هذا الحدث نعيش اليوم عام الاستدامة 2023 وفق إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه-، ونحن في كليات التقنية العليا لدينا أكبر شريحة من الطلبة بمختلف إمارات الدولة لهذا  إرتأينا الانطلاق في هذا الحراك المجتمعي نحو الاستدامة  من الشباب كقوة محركة للتنمية وبناء اقتصاد مستدام، وذلك لنساهم في توجيه الشباب نحو تفعيل دورهم بصورة أكبر تتماشى مع التوجهات والجهود الوطنية.

وأضاف الدكتور العيان،  أن المنتدى يستقطب متحدثين  من خبراء ومختصين في مجال الاستدامة من مختلف والذين يجتمعون اليوم في الكليات بهدف الانطلاق من كوب28 لرسم خارطة  طريق لبناء قدرات الشباب وتمكينهم بالمعارف والمهارات لأجل غد أفضل، حيث تتلاقى أفكار وخبرات الأكاديمين والمختصين وأصحاب الأعمال لخلق فرص أمام الشباب تحفزهم لتطوير أفكار وحلول للتحديات التي تواجه التغير المناخي، وتحويل هذه التحديات الى فرص مستقبلية لأجلهم ولأجل مجتمعات أكثر سعادة وجودة حياة.

هذا وانطلق المنتدى بجلسة افتتاحية تحدث خلالها السيد / إبراهيم الزعبي النائب الأول للرئيس للإستدامة والمناخ بأدنوك، وأدارها المهندس محمد بن كوير مدير تنفيذي للخدمات العامة ورئيس لجنة الاستدامة بكليات التقنية، حيث أكد الزعبي أن مؤتمر كوب28 هوحدث هام للمنطقة ككل على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية وليست البيئية فقط، ومن الضروري أن يدرك الشباب بشكل خاص أهمية وأبعاد هذا الحدث ومعنى أن يحظى بفرصة حضوره، وأنهم محظوظون بقيادتهم الوطنية التي تمنحهم كل الفرص لأجل مستقبل أفضل لهم وللأجيال المقبلة.

وقال الزعبي في حديثه لطلبة الكليات : "إن لم تكن  مهتم فيجب أن تكون مهتماً اليوم بحلول المناخ والاستدامة وذلك لتأمين وظيفتك المستقبلية أو لتأسيس مشروعك الخاص"مشيراً هنا الى الدور الهام للشباب في الاستدامة عامة وكيفية الاستفادة من مؤتمر كوب28 الذي سيفتح أمامهم فرصاً للتعرف على التحديات التي تواجه المناخ والتفكير في حلول لها ،مشجعاً إياهم على الحضور الى المنطقة الخضراء ليساهموا بأفكارهم ويتعرفوا أكثر على وظائف المستقبل، مؤكداً للشباب أن الاقتصاد القادم هو اقتصاد المناخ وأنهم من سينتج الحلول ولديهم فرص ذهبية للإبداع.

وتحدث الزعبي حول تميز دولة الإمارات وإنجازاتها على مستوى الاستدامة وأن ما حققته حتى اليوم والذي مكّنها من استضافة هذا المؤتمر العالمي للمناخ لم يكن صنيعة عدة سنوات، بل هو نهج قيادة انطلق منذ التأسيس، معتبراً أن أقوى سلاح في موضوع الاستدامة والقوة الناعمة للإمارات تتمثل في المغفور له بإذن الله تعالى "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" الذي امتلك هذا الفكر من قبل قيام الاتحاد وله الكثير من المواقف والآراء التي تؤكد حرصه على البيئة وإدراكه لمخاطر انبعاثات الغازات وحرصه على تعزيز كل ما يدعم سلامة المناخ.

من ثم جاءت الجلسة الحوارية حول "تمكين الشباب من مهارات المستقبل وأثره في الاستدامة" والتي تحدث خلالها كل من سيف عوض مدير إدارة البيانات في (UN) و راية مكاوي مدير إقليمي للاستدامة على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا من (3M) و سعد ربيعان عضو مجلس إدارة القيادات العربية الشابة والمستشار في الاتصال الحكومي، وأدارت الجلسة أحلام البناي عضو هيئة التدريس، حيث تم الحديث حول المهارات التي يجب أن يتمتع بها الشباب ليكونوا مؤثرين على مستوى الاستدامة والتي تبدأ من معرفتهم بمفهوم الاستدامة وأبعاده وامتلاكهم للشغف للعطاء في هذا المجال وأن "التطوع" قد يكون بداية الطريق لتعزيز سلوكهم المستدام، بالاضافة لمهارات الاتصال والتفكير والابداع والسعي للتطوير الذاتي.

ومن ثم تفاعل الشباب مع جلسة "HCT Talk" والتي تمثلت في دردشة حول الاستدامة أدارتها خلود هندية اختصاصية في التنمية المستدامة.

هذا وكرم سعادة الدكتور فيصل العيان كافة المتحدثين في المنتدى مثمناً حضورهم وجهودهم في دعم دور الشباب وحفزهم على اتباع سلوك مستدام والتفكير في المساهمة في بناء اقتصاد الاستدامة والمناخ.