جهود كليات التقنية العليا في الاستدامة
تفتخر كليات التقنية العليا بمبادراتها الرائدة الموجهة نحو الاستدامة والتي حظيت بالتقدير والإشادة من قبل العديد من المؤسسات والجهات المحلية والإقليمية والدولية المرموقة، وتؤكد الكليات بصفتها مؤسسة حكومية اتحادية على التزامها الراسخ بأجندة الخطة الوطنية للتغير المناخي لدولة الإمارات العربية المتحدة (2017-2050)، واستراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء من أجل بناء "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة" ضمن رؤية الإمارات 2021، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
ومع وجود ما يقرب من 23,000 طالب وطالبة موزعين على 16 كلية في مختلف أنحاء الدولة وأكثر من 2000 موظف وموظفة، تلتزم كليات التقنية العليا بالقيام بدور فاعل ومؤثر في الجهود المبذولة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل البصمة الكربونية وتعزيز الاستدامة ورفق مستوى الوعي البيئي على نطاق المنظومة، ومنذ عام 2018، عملت الكليات على تنفيذ مجموعة واسعة من المبادرات البيئية الاستباقية، بلغت ذروتها في إطلاق خطة المؤسسة التعليمية المستدامة، وقد عزز هذا النهج الاستباقي ثقافة الاستدامة والوعي البيئي لدى الطلبة والموظفين داخل كليات التقنية العليا.
وقد أطلقنا في كليات التقنية العليا مجموعة من المبادرات والبرامج الاستراتيجية للاستدامة بهدف دعم وإثراء جهود إزالة الكربون والعمل المناخي في الكليات، والتي تشمل التوقيع على التعهد العالمي للجامعات والكليات بشأن المناخ؛ وتقليل استهلاك المياه والطاقة؛ والحد من النفايات واستخدام مصادر الطاقة المستدامة، وبفضل التخطيط والتنفيذ الناجح لهذه المبادرات، تمكنا من تحقيق تخفيض يربو على 20000 طن من مكافئ CO2 في المتوسط السنوي لانبعاثات غازات الدفيئة.
وفي حين خطت كليات التقنية العليا خطوات كبيرة في توجهها نحو الاستدامة، لا يزال هناك المزيد الذي يمكننا تحقيقه، وبصفتها رائدة التعليم التطبيقي والتقني، وأكبر مؤسسة تعليمية من حيث عدد الطلبة في دولة الإمارات، تعتبر كليات التقنية العليا شريكاً فاعلاً في الحملة الوطنية لتحقيق الاستدامة، لا سيما في عام الاستدامة 2023، ونحن ملتزمون التزاماً راسخاً بإشراك الشباب، باعتبارهم القوة الدافعة للتنمية والاقتصاد المستدام، في مبادراتنا المتمحورة حول الاستدامة في جميع فروع كليات التقنية العليا.
وتعمل كليات التقنية العليا على وضع خارطة طريق تركز على تطوير قدرات الشباب وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً. ونسعى إلى إلهام شبابنا لابتكار أفكار وحلول مبتكرة لمواجهة التحديات المختلفة المتصلة بتغير المناخ من خلال إيجاد حلول موجهة نحو الاستدامة واعتماد الممارسات المستدامة.
ومن ثم تقع على عاتق كليات التقنية العليا مسؤولية تعزيز وتشجيع الشباب كرواد وسفراء البيئة في المستقبل على تبني الممارسات المستدامة في بناء وتطوير مجتمع مستدام وصديق للمناخ، وأود هنا أن أشيد بأعضاءنا القائمين على تنظيم واستضافة منتدى كليات التقنية العليا للاستدامة 2023 تحت شعار "دور الشباب لغد أفضل"، والذي سلط الضوء على مساهمة الشباب في مستقبل مستدام، من خلال زيادة وعيهم وتمكينهم من اتخاذ الإجراءات الموجهة نحو الاستدامة وإلهامهم ليصبحوا مبدعين ومبتكرين، وهذا بالإضافة إلى استضافة حلقة الشباب في فعالية حوارات رمضانية التي عقدت ضمن العديد من المبادرات التي نعمل عليها بدعم كبير من منظمي مؤتمر الأطراف (كوب 28) الإمارات وشبكة المناخ الجامعية.
نلتزم في كليات التقنية العليا بالعمل معاً لتقديم مساهمة فاعلة ومؤثرة ضمن جهود دولتنا المستمرة لترسيخ ريادتها في الاستدامة وتبني الممارسات المستدامة على جميع المستويات المجتمعية والحكومية والصناعية.