كليات التقنية تناقش دور مؤسسات التعليم في تمكين الخريجين من مهارات التصنيع الذكي لبناء الاقتصاد الرقمي
عقدت كليات التقنية العليا فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لاتجاهات التكنولوجيا والمعلومات (ITT 2022)، وذلك تحت شعار "الصناعة 4.0 ..الاتجاهات والحلول التكنولوجية الحديثة"، ناقش المؤتمر المنعقد على مدار يومين كل ما يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة وفاعليتها في القطاع الصناعي، منها إنترنت الأشياء والأنظمة السيبرانية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبلوك تشين، وتناولت أوراق العمل دور القطاع التعليمي في إعداد مخرجات لمستقبل التصنيع الذكي بغرض تعزيز الإنتاجية والمرونة والسرعة.
افتتح فعاليات المؤتمر الدكتور أليكس زاهافيتش الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية بالكليات، بحضور الدكتور أيوب كاظم مدير كليات التقنية العليا بدبي، وعدد من المتحدثين الرئيسيين من بينهم البروفيسور سمير المصري الرئيس التنفيذي لشركة Digitilization، والبروفيسور قاسم صالح أكاديمي من جامعة الكويت، ومن الأردن الأستاذ طارق نجاوي مدير شركة Learning Curve and Consultation ، والأستاذة شيلا أوهارا ، رئيسة الاستدامة بمركز حلول الصناعة العالمية في IBM فرنسا، ومختصين وخبراء من المشاركين في جلسات عمل المؤتمر بالإضافة لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية.
ناقش المشاركون في المؤتمر أحدث التطبيقات والأساليب والاتجاهات المبتكرة الناتجة عن الإرباك الذي أحدثته الثورة التكنولوجية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتي تمكن الأكاديمين والمعلمين والمبتكرين من تطوير وتحسين نماذج تقديم التعليم لتمكين الأجيال القادمة من التعامل الناجح مع اقتصاد المستقبل،مع استعراض تجربة الكليات في التحول الرقمي وتطبيقها لنموذج التعليم "الهجين" وتركيزها على المهارات المستقبلية بربطها مناهجها بالشهادات الاحترافية العالمية، وحرصها على ربط طلبتها بمؤسسات العمل واستقطاب الكفاءات التدريسية ذات الخبرات المهنية دعماً للتعليم التطبقي.
مهارات احترافية
وقال الدكتور أليكس زهافيتش أن المؤتمر يمثل منصة تجمع أكاديميين ومختصين وخبراء في قطاعي التعليم وتكنولوجيا المستقبل، مشيراً الى أن هذين القطاعين من القطاعات التي تأثرت بالتحديات ومرت بتغيرات عميقة حيث شهدت السنوات العشر الأخيرة زيادة في نمو المعرفة والابتكار.
وأضاف أن الارباكات الناتجة عن التحديات والمتغيرات لم تكن عوامل سلبية بالنسبة لكليات التقنية العليا بل كانت دافعاً لها لمزيد من التطوير خاصة على مستوى التدريس وتكنولوجيا التعليم، ووضعت تصورات ونماذج تعليمية جديدة تماشت مع التحولات الرقمية ومكّنت الطلبة من استثمار مهاراتهم في تلقي تعليمهم وفق نموذج "هجين" يجمع بين التعليم الحضوري والتعلم عن بُعد وفق أحدث تقنيات، واليوم تطور الكليات هذا النموذج الهجين الى آخر "هايبر هجين" في صورة جديدة لحرم المستقبل تجعل التجربة التعليمية للطلبة أكثر متعة وابداعاً في بيئة تحاكي شغفهم بالتقنيات وتمكنهم من تطوير مهاراتهم التطبيقية بما يتناسب مع نوعية التعليم في الكليات .
البيانات محرك الاقتصاد
من جانبه قدم البروفيسور سمير المصري، الرئيس التنفيذي لشركة Digitization في عرضه التقديمي "الصناعة 4.0" رؤية حول الاقتصادات الرقمية في الشرق الأوسط والعالم مستقبلاً في ظل التحول والاقتصاد الرقمي، حيث أشار الى أن التقنيات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء، ستدر 60 تريليون دولار بحلول عام 2025، وهو ما يمثل ثلثي الاقتصاد العالمي، منوهاً الى أن استراتيجيات التكنولوجيا الرقمية لدولة الإمارات،وجهودها في هذا المجال مكّنتها من أن تصبح دولة رائدة في هذا القطاع.
وذكر أن قطاع التعليم العالي بحاجة إلى بناء وتعزيز علاقات قوية مع قطاع الصناعة ومعرفة احتياجات السوق للخريجين الجدد. إلى جانب ذلك، يجب أن تكون هناك فرص للطلاب للعمل والتعلم من قطاع الصناعة؛ وأن يكون لديهم خبرة في العالم الحقيقي وأن يتم تشجيعهم من قبل أعضاء هيئة التدريس ذوي الخبرة في الصناعة.
الذكاء العاطفي
كما تحدث الأستاذ الدكتور قاسم صالح، أستاذ علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الكويت، حول المهارات المطلوبة للقطاع الصناعي والتي زاد الاهتمام بها على مدى السنوات الخمس الماضية، والتي تضمنت الذكاء العاطفي والمرونة المعرفية، بالإضافة إلى الاحتياجات الحالية للتفكير النقدي والإبداع، مؤكداً أننا اليوم نحتاج خريجين منفتحين لديهم مرونة عالية للتعامل بنجاح مع هذه البيئة التنافسية الشديدة، وأن يتمتعوا أيضاً بالذكاء العاطفي بالإضافة الى أهمية تنمية الطلبة في مجال إدارة المشاريع.
أما السيدة /شيلا أوهارا ، من IBM فرنسا، فتحدثت حول الدور الحيوي الذي تلعبه التقنيات الحديثة اليوم في إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة القضايا الملحة المتعلقة بالاستدامة وكيف يمكن أن تتعاون مختلف القطاعات وخاصة التكنولوجية والتعليمة لتحويل الطموحات في هذا المجال الى واقع وعمل.
والأستاذ طارق نجاوي من الأردن تناول عدداً من الاتجاهات الرئيسية للتحول الرقمي في قطاع التعليم العالي بما في ذلك زيادة التعاون بين المؤسسات التعليمية وأيضًا مع الشركات الخاصة ، والتعلم المختلط ، والموارد التعليمية المفتوحة ، ومنصات التعلم الشخصية والقابلة للتكيف والكتب المدرسية الذكية ، مما يوفر فرص التعلم الفردية.